أخبار وتقارير

توتر في العاصمة واستمرار الخلافات في صعدة وأطراف تتحين الفرصة لخلط الأوراق وسحب البساط من تحت أقدام الحوثي

يمنات
يخيم التوتر و الانتشار الأمني و العسكري و مرابطة المعتصمين المواليين لجماعة الحوثي على العاصمة صنعاء.
و فيما ينتظر المعتصمين في المخيمات و مداخل العاصمة، توجيهات السيد عبد الملك الحوثي من صعدة، تنتظر قوات الجيش و الأمن المنتشرة على مقربة من مخيمات الاعتصام توجيهات القيادة العسكرية و الأمنية.
و يرتبط تصعيد و تهدئة الطرفين بالمفاوضات التي تجريها لجنة رئاسية برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات أحمد عبيد بن دغر في صعدة مع زعيم جماعة الحوثي و قيادات جماعته، حول الحكومة و الجرعة السعرية و تنفيذ مخرجات الحوار، و هي الأهداف التي أعلن عنها الزعيم الحوثي في لقاء متلفز الأسبوع الماضي، كأهداف لتحركات الجماهير التي خرجت في مسيرات حاشدة الاثنين الماضي، قبل أن تنصب مخيمات اعتصام في مداخل العاصمة.
اللجنة الرئاسية أعلنت بلسان ناطقها الرسمي أن المفاوضات ستتواصل اليوم السبت، و أنها قدمت مسودة اتفاق للزعيم الحوثي، و هو ما يعني أن الخلافات ما تزال سيدة الموقف في كثير من الجوانب الرئيسية التي يجري التفاوض حولها.
و سيترتب على استمرار التفاوض الذي قد يستمر لأيام قادمة، استمرار الاعتصام في المخيمات و استمرار الانتشار الأمني و العسكري، و الذي سينعكس على شكل خوف و رعب و قلق في أوساط سكان العاصمة صنعاء، التي باتت نائمة على قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت.
استمرار التفاوض منذ الخميس الماضي، مؤشر واضح على حجم الخلافات بين الطرفين، و في الوقت ذاته اصرارهما على عدم التصعيد، و الذي يتضح جليا من التكتم الشديد من قبل الطرفين على عدم الخوض فيما يجري خلف الكواليس، باستثناء بعض التصريحات المقتضبة التي باتت غير مقنعة للرأي العام.
أي تصعيد من أي طرف خلال الساعات القادمة، ستكون نتائجه وخيمة، و سيدفع بالأمور نحو المواجهة، ما سينسف جهد ثلاثة أيام من المفاوضات التي تجري في صعدة.
و استمرار المفاوضات لأيام قادمة، هو الآخر سيفقد الحوثي التحكم بالجماهير التي تحتشد بمئات الآلاف في مداخل العاصمة و محيطها.
و الأمر ذاته قد يدفع أطراف أخرى للتدخل و الدعوة للنزول إلى الشارع، لسحب البساط من تحت أقدام الحوثي، و خلط الأوراق، و هو ما قد تراهن عليه الحكومة في حال شعرت أن الحوثي يرفض التوصل لحلول وسط في الأمور التي باتت محل خلاف بين الطرفين.
خصوم الحوثي يتبرصون و يراقبون أي أخطاء أو تحركات للمعتصمين لاستغلالها، و توظيفها للدفع بالأمور صوب المواجهة، لإضعاف جبهة الحوثي و جبهة الرئيس هادي في آن واحد، و اشغالهما بالمواجهة، ليتسنى لهم مساومة الطرفين.
ربما ارتكب الحوثي خطاء في دعوته لنصب مخيمات الاعتصام شمال العاصمة، لقربها من حي الحصبة الذي تنتشر فيه مليشيات خصومهم أولاد الأحمر.
و هو ما قد يسهل لهم تفجير الأوضاع في حال رأوا أن ذلك يخدمهم، بهدف الزج بالطرفين في مواجهة عسكرية، خاصة إذا ما عرفنا أن خصوم الحوثي باتوا خصوم للرئيس هادي، و ما يكشف عن ذلك الهجوم الذي يشنه اعلام الاخوان على وزير الدفاع و الرئيس هادي في بعض الأحيان على ذمة حرب عمران، و التي فقد على إثرها الإصلاح قيادة المنطقة العسكرية السادسة.
أي مواجهات في العاصمة، يدرك الطرفين أنها ستخدم خصمهم المشترك القاعدة، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من اعلان امارته في وادي حضرموت، و الذي سيتجه لإسقاط عدد من المدن في الجنوب و ربما في الشمال الشرقي.
و هو ما سيعطي للاخوان مساحة مناسبة للضغط على الطرفين و استعادة حضورهم الشعبي بالظهور كطرف ثالث يدعو لإيقاف المواجهة و التحالف مع الرئيس هادي من خلف الكواليس لضرب خصمهم الحوثي و اضعافه و انجاز مصالحة يسعون إليها مع الرئيس السابق “صالح” ليظهروا كحليف قوي، خلال مرحلة ما بعد المواجهة، يضغطون باتجاه الحصول على مكاسب سياسية و تمثيل أفضل في الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى